آخر تحديث :الخميس-28 نوفمبر 2024-12:24ص

منوعات


أين سنعيش على سطح القمر؟ الكهوف القمرية الحارة قد تكون الحل

أين سنعيش على سطح القمر؟ الكهوف القمرية الحارة قد تكون الحل

الإثنين - 29 يوليو 2024 - 03:55 ص بتوقيت عدن

-


سار رواد فضاء ناسا على سطح القمر خلال مهمات أبولو، وفي غضون سنوات قليلة من المرجح أن يفعلوا ذلك مرة أخرى في أثناء برنامج مهمة أرتميس Artemis.

ظهرت حاليًا أدلة جديدة تؤكد أن زائري القمر قد يستكشفون باطنه يومًا ما، بل وربما يعيشون أو يعملون في داخل هذا الباطن.

يعتقد فريق دولي من الباحثين بقيادة أساتذة في جامعة ترينتو Trento الإيطالية أنهم أخيرًا أثبتوا وجود أنفاق تحت سطح القمر، وفقًا لنتائج الدراسة المنشورة في 15 يوليو 2024 في موقع نيتشر أسترونومي Nature Astronomy.

وضع علماء الفلك نظريات حول شبكات الكهوف القمرية منذ أكثر من 50 عامًا، لكن ظل وجودها محل جدل منذ فترة طويلة. اكتشف الباحثون عام 2009 حفرةً عميقةً في القمر تدعم الفرضية القائلة بأنه قد تتشكل الأنفاق بعد أن تبرد الحمم البركانية تحت السطح.

نشرت دراسة مفادها أن تلك الأنفاق هي الأولى من نوعها التي على ما يبدو تثبت وجود قنوات أطول.

باستخدام أحدث المستجدات التقنية في تحليل معالجة الإشارات، راجع الخبراء عمليات المسح للحفرة الموجودة في منطقة بحر الهدوء (ميري ترانكويليتاتيس Mare Tranquillitatis) على سطح القمر، التي أُجريت في عام 2010 بواسطة جهاز الترددات الراديوية المصغرة الموجود على متن مركبة ليونار ريكونيسانس أوربيتر Lunar Reconnaissance Orbiter التابعة لناسا. بناءً على ملاحظات هذه الانعكاسات الرادارية، فإن الفريق واثق من اكتشاف فتحة يمكن أن يصل إليها رواد الفضاء.

يقول الباحث ليوناردو كارير في جامعة ترينتو، في بيان بهذا الشأن: «تمكنا بعد تحليل البيانات من إنشاء نموذج لجزء من تلك القناة. التفسير الأكثر ترجيحًا لما لاحظناه هو وجود ممر حمم فارغ».

يضيف ويس باترسون المختص الرئيسي في جهاز الترددات الراديوية المصغرة في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية: «يوضح ذاك البحث كيفية تطويع بيانات الرادار بطرق جديدة ومبتكرة، إضافةً إلى مدى أهمية الاستمرار في جمع بيانات القمر المستشعَرة عن بُعد».

في حين أن الخطط الأولية لوجود بشري دائم على القمر تركز على إنشاء قاعدة عمليات على سطحه، فقد تعتمد سلامتهم الصحية على المدى الطويل على الانتقال إلى أنظمة الأنفاق مثل تلك الموجودة داخل منطقة بحر الهدوء.

أعادت المركبة اليابانية «مركبة الهبوط الذكية لاستكشاف القمر» – «سليم» اختصارًا – SLIM مؤخرًا تذكير العالم أن بيئة القمر قاسية للغاية، حتى بالنسبة للآلات. قد تصل درجات الحرارة خلال النهار القمري إلى 126 درجة، في حين تهوي درجات الحرارة خلال الليالي القمرية الممتدة لأسبوعين إلى ما يقرب من 138 درجة تحت الصفر.

في الوقت نفسه فإن القصف الإشعاعي الشمسي والكوني أقوى بما يصل إلى 150 مرة مما يتعرض له البشر على الأرض، إضافةً إلى الاحتمال الدائم لاصطدام النيازك بسطح القمر، لذلك فإن السكن في أنفاق الحمم البركانية هذه قد توفر الأمان المنشود لأي شخص يبحث عن إقامة طويلة على سطح القمر، أو في باطنه.

مع أن درجات الحرارة لن تكون أكثر راحة في هذه الأنفاق، فإنها قد تحمي زائري القمر بسهولة من كل تلك الإشعاعات والحطام الفضائي. هناك أيضًا إمكانية استخدام مثل هذه الشبكات النفقية للتنقيب عن الموارد القمرية القيمة مثل المعادن، وحتى عن الاحتياطيات الجليدية المحتملة. فالقيام بذلك من شأنه أن يقلل كثيرًا من التكلفة والخدمات اللوجستية اللازمة لنقل المواد من الأرض.


ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: جعفر الجزيري