آخر تحديث :الخميس-28 نوفمبر 2024-12:24ص

عندما يغرق الشباب العربي في تفاهات الزمن الرقمي!

الأربعاء - 20 نوفمبر 2024 - الساعة 03:45 م

أ.د فؤاد البنا
بقلم: أ.د فؤاد البنا
- ارشيف الكاتب



هناك ألف، دليل ومليون قرينة، على أن عصرنا هذا هو العصر الذهبي للتفاهة؛ فقد تضافرت ثلاثة عوامل على إغراق المجتمعات عامة، والشباب خاصة في بحيرة التفاهة، وهي:

١- الثقافة النفعية الذرائعية: والتي تسمى (البراجماتية) المتسيدة عالميًا، بعد أن أصبح الغرب سادة العالم.

٢- منتجات الانفجار الصناعي المهول، الذي يشهده عصرنا، والتي وفرت قدرًا هائلًا من الرفاهية المادية المفضية إلى الترف، وهو من أبرز منابع الضخ لظاهرة التفاهة، كما يحدث لسائر الحضارات مع الفوارق النسبية بالطبع.

٣- الطوفان الإعلامي الرهيب، الذي اختزل المسافات، وتجاوز الحدود، واقتحم الحواجز، وألغى الخصوصيات، ونجح بالتفنن في إغراء الشباب وإغوائهم!.

لقد تضافرت هذه العوامل الثلاثة، في إنتاج كائنات بشرية أشبه بالريبوتات الآلية؛ نتيجة تجردها من قيم الإنسانية، ومقومات العقلانية، ومن المشاعر والعواطف الفطرية، حيث رأينا هذه الكائنات المحسوبة على آدم عليه السلام تنفلت من عقال المنطق السوي، وتتحلل من لوازم القيم النبيلة، لتسير وراء الغرائز والشهوات؛ تترك معالي الأمور، لتنغمس في السفاسف؛ تأبى الغوص في أعماق الحقائق، لتمارس التنطع والتعصب الأعمى في السطوح، تغادر متون صناعة الحياة الكريمة والفاعلة، مؤثرةً التسكع في الهوامش؛ تنفعل أشد الانفعال عندما يتعرض أي حيوان لأدنى إساءة، وتصاب بصقيع المحيط المتجمد حينما يتعلق الأمر بحريات الناس وحقوقهم؛ تدير ظهرها لعظائم الأمور، وتنغمس حتى الذقون في التفاهات إلى حد الغرق فيها، كما نرى في أجيال التوكتوك، والانستجرام، والفايسبوك، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي!.

وباء عالمي!

لقد أصبح الكوكب الأرضي حيًا واحدًا، متصلة أعضاؤه ومترابطة أوصاله، بعد أن انهدت الأسوار، وتلاشت الحدود بين الدول والقوميات، وبعد أن اضمحلت الخصوصيات الثقافية، وبرزت سطوة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ومن هنا فقد أمست التفاهة آفة متعدية للحدود، وعابرة للقارات، حتى وجدنا العقلاء في سائر بقاع العالم يرفعون أصوات التحذير من هذا الوباء المعدي، حتى وجدنا من ألّفوا كتبًا وكتبوا أبحاثًا عن التفاهة تحت عناوين من أمثال: (زحف التفاهة)، و(زمن التفاهة)، و(ثقافة التفاهة)، و(صناعة التفاهة)، وهلم جرا، ودُبّجت مئات الآلاف من المقالات، وملايين التغريدات في ذات السياق، محذرة الشباب من الانسياق الأعمى وراء هذه الموجة والاضمحلال فيها!.

وبرز من بين هذه الكتب كتاب: (نظام التفاهة) الذي ألفه "آلان دونو" أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة كيبك الكندية، والذي صدر بلغته الأصلية في عام ٢٠١٧م، ثم خرجت ترجمته العربية بجهود أستاذة القانون الخاص في جامعة الكويت د. مشاعل عبدالعزيز الهاجري، بعد ثلاث سنوات من صدوره، وقد صدرت الطبعة العربية الأولى في ٣٨٠ صفحة عن دار سؤال في بيروت، وذلك في عام ٢٠٢٠م، وأثار الكتاب صدى واسعًا في العالم العربي، كما فعل في العالم كله، وخاصة أن مؤلفه أكاديمي مناضل أثبت تخندقه الصادق مع القيم الإنسانية، ودفاعه المستميت عن الشعوب المغلوبة على أمرها ضد الرأسمالية المتوحشة، التي تلتهم مقدرات الشعوب بنهم مخيف، وتتعامل مع القيم العامة، وحقوق الضعفاء، باستخفاف بالغ، حتى أن بعض الشركات المتوحشة رفعت عليه أكثر من دعوى في المحاكم! .

تضرر المستهلكين:

ورغم أن التفاهة وباء عام يتمدد في العالم كله، إلا أن الشعوب المستهلكة أكثر تضررًا من الشعوب المنتجة، ذلك أن المجتمعات المستهلكة لا تمتلك أجهزتها الاجتماعية، مناعة مناسبة لمقاومة الآفات الغازية، فكيف إذا كان الضعفاء مولعين بتقليد الأقوياء؟!.، وكيف إذا كان المهيمنون حريصين على تصدير التوافه، وتسويق السفاسف للمجتمعات المغايرة، حتى تظل غارقة في ضعفها، وموغلة في تبعيتها، ومستمتعة باستهلاكها؟!، وكيف إذا كان الشباب العربي يعاني في الغالب من العري الثقافي؛ بسبب تخرجه من مدارس وجامعات لا تستند إلى الرؤية الإسلامية الشاملة للإنسان والكون والحياة؟!.

تنديد أعلام الفكر بالتفاهة:

إن صعود التافهين، وتلفعهم بأردية الحكمة في أي مجتمع، هو برهان تام على ضعف هذا المجتمع، بل، ويمثل خطرًا وجوديًا على حاضره، ومستقبله، وفي هذا السياق سُئل الكاتب الروسي "أنطون تشيخوف": كيف تكوّن المجتمعات الفاشلة؟ فأجاب: "إذا رأيت الموضوعات التافهة تعلو في أحد المجتمعات على الكلام الواعي، ويتصدر التافهون المشهد، فأنت تتحدّث عن مجتمع فاشل جدًا". وفي مقام آخر يقول تشيخوف: " لا يوجد مَا هو أكثر فظاعة وإهانة ومدعاة للكآبة مثل التفاهة"!، ويؤكد عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي هذا الأمر بقوله: "انظر إلى الأشخاص الذين يُقدّرهم المُجتمع تعرف الاتجاه الحضاري السائد في ذلك المُجتمع ومصيره"!، ويحذر المفكر السوري د. عبد الكريم بكار، الشباب العربي من أن "العالم يمر بمرحلة خطيرة، هي: مرحلة الولَه والافتتان بكل ما هو شكلي ومثير وبراق وعاجل؛ هذا مسار يقود إلى كل أشكال التفاهة، والاحتيال، والخداع، والفراغ، والسأم الوجودي!"، وهؤلاء مجرد نماذج سردناها بحسب طبيعة المقام، وما تسمح به هذه العجالة، وإلا فصيحات النذير كثيرة وكبيرة، وتتوزع على كل القارات والجهات، وموجودة في كل الثقافات والأمم!.

التحذير النبوي من تسيّد التافهين:

ولأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يعلم بفكره الثاقب وعبقريته العقلية، علل الحضارات وآفات المجتمعات، بجانب ما أخبره الله تعالى من الأنباء عن غيب المستقبل، ولحرصه على مستقبل البشر جميعًا كونه رحمة للعالمين، فقد حذر من انقلاب الهرم الاجتماعي، وتسيد النكرات والتافهين على مقاليد الشعوب والأمم، حينما قال صلى الله عليه وسلم: “سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَة. قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ؟ قال: الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ”.

وبعد أن انقلب الهرم الاجتماعي في مجتمعاتنا الإسلامية رأسًا على عقب، رأينا الرويبضات تقرر مصائر المجتمعات، والإمّعات تتحكم بمقاليد الشعوب، ورأينا تافهين يجلسون على مقاعد التربية والتوجيه وصناعة الوعي العام، بينما يطرد صناع الوعي إلى المنافي أو يساقون إلى السجون!، وللأسف الشديد أن كثيرين منا يعانون من الفهم المنقوص، مما يجعلهم ينظرون لأحاديث الفتن من الزاوية الجبرية، بحيث يعتقدون أن حصول الفتن أمر محتم، وما علينا إلا رفع الراية البيضاء أمامها، هذا مع أن اللغة العربية غنية بأساليبها، وقد يتضمن الإخبار بشيء تحذيرًا شديدًا من وقوعه، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن لم تتجنبوا أسباب الوقوع في هذه الآفة فإنها ستأتي حتمًا، ولا يمكن أن تتخلف، ما دمتم تعاقرون أسبابها!.

من أعراض التفاهة وأسبابها:

من المعلوم أن الشباب هم الهدف الرئيس للغزو الثقافي الشامل، ولأن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، هي الميدان الأساسي لتسويق التافهين، وتزويق بضائعهم المزجاة، بل المغشوشة؛ فإننا لو تتبعناها، واستقرأنا محتواها، سنجدها متخمة بالسفاسف والتفاهات، التي تمتهن الدين، وتهين العقل، وتنال من كرامة الإنسان، ومكانته المركزية التي منحه الله إياها في هذا الوجود، ومن استقرائي لما يظهر في وسائل التواصل الاجتماعي (المحترمة)، فإن من أهم أعراض التفاهة وأسبابها:

١- تحويل الدين إلى قوالب جامدة وأشكال لا روح فيها، حيث وجدنا شيوع السطحية، وذيوع الحرفية والظاهرية، ضمن التسابق على الإثارة، وحصد اللايكات بأي ثمن، على حساب مقاصد الإسلام، والغوص في معانيه، وأسراره، وحِكمه؛ ووصل الأمر إلى حد تقديم الإسلام في صورة دين لاهوتي، يمكن لطقوس أو أذكار يتلوها المرء بينه وبين ربه، أن تغني عن معانقة شُعب الإيمان، التي جعلها الله شاملة لميادين الحياة، حتى تضمن عمارة الأرض وصناعة الحياة.

وبالطبع، فإن ذلك يتم عبر تأويلات فاسدة للنصوص الصحيحة، أو الاستدلال بنصوص غير صحيحة، أو استدعاء مقولات لعلماء في عصور تختلف ظروفهم عن ظروفنا، بجانب، أنهم بشر ابتداءً فيؤخذ منهم ويترك، كما هو معلوم في أدبيات الفكر الإسلامي الأصيل.

٢- تدنيس المرأة، وتقديمها في صورة كائن رخيص يعبث به الماجنون الذكور، كما يشاؤون، وتحويلها إلى أداة لتسويق السلع التجارية، والفكرية، والسياسية، والثقافية، والاجتماعية الرخيصة، وإظهار مفاتنها لجلب الزبائن الذكور، الذين هم دائمًا الهدف، بينما تظل الأنثى وسيلة، وبصورة توقظ الغرائز وتلهب الشهوات وتسعر النزوات إلى أبعد مدى!.

وفي هذا السياق تجد مسلسلات تأريخية، وواقعية، وكوميدية، وتراجيدية، ودرامية متنوعة، وتشاهد مسلسلات، ومسرحيات، وبرامج، ومسابقات، ومقالب، وكاميرات خفية، وطرائف مضحكة، وتختلف كلها في كل شيء ما عدا إظهار جسد المرأة بصورة تذكي الرغبة المجنونة في الجنس، ومع المدى البعيد تصنع سعارًا جماعيًا بإمكانه أن يحدث زلزالًا أخلاقيًا مرعبًا، ويوسع مساحات الفساد لتصبح الطهارة تهمة خطيرة تستوجب المطاردة أو مرضًا نفسيًا يستدعي المعالجة، وتشهد الوقائع بأن التفاهة تزداد شراهة في إغواء المزيد من الشباب وابتلاع المزيد من القيم، وكأنها جهنم حينما تقول: هل من مزيد؟!.

٣- تعظيم ما هو هيّن وتهوين ما هو عظيم؛ حيث ترى برود الشباب في التعامل مع القيم العظيمة، والسلبية في التعامل مع القضايا الكبرى، بينما تشتعل التريندات لقضايا تافهة، لا ينبني عليها شيء ذو بال في أحسن الأحوال!.

وفي هذا الإطار وجدت صفحات لمفكرين كبار ليس في منشوراتهم إلا عشرات اللايكات وأقل منها من التعليقات، بينما صفحات التافهين والتافهات تعج بمئات الآلاف من التعليقات واللايكات السخيفة والبذيئة، حتى أنك قد تجد مئات الآلاف من التعليقات على سؤال من مثل: أنا مخطوبة ماذا آكل في هذه الفترة أو زوجي ميكانيكي ماذا أسميه في التليفون؟!.

٤- الدوس على السنن والنواميس التي يجري الكون وفقها، وتسير عليها منظومة الحياة، وتقديم مشاهد ومناظر تجافي قوانين الله التي تنتظم تحتها حركة الحياة، ووصل الحال إلى حد أننا وجدنا مسلسلات تأريخية تركية يفترض أنها محترمة جدًا، تقدم الكثير من المشاهد التي يتم فيها تجاوز الزمان والمكان بخوارق ما أنزل الله بها من سلطان، ونرى في هذا السياق البطل يجترح من الخوارق ما لم نر من بعض الأنبياء، بل ومن أجل إظهار عبقريته وعظمته، يتم تتـْفيه من حوله وتخوين أغلبهم، ومن أجل الإثارة، وحصد الإعجابات، يتم مسخ التأريخ، وانتهاك العقل، وصناعة الخرافة!.

٥- السباحة بعكس اتجاه الأساسيات البدهية للمنطق العقلي، حيث نرى مشاهد لنيران لا تُحرق، ومياه لا تُغرق، وحبال لا تخنق، ونرى رصاصًا لا تقتل، ومدافع لا تدمر، وصواريخ لا تنفجر، وقد يتفجر كل شيء، ويحترق كل مكان، ويخرج البطل الأسطوري سليمًا لم يمسسه سوء، مما يزرع في عقول الناشئة البلاهة، والقابلية للخرافة، وعدم ربط الأشياء بأسبابها!.

وسائل صناعة التفاهة:

وحتى لا يطول بنا المقال أكثر مما يسمح به المقام، فإننا نختم بالإشارة إلى أهم وسائل صناعة التفاهة، وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي:

١- ترميز التافهين:

ففي الزمن الذي يعاني فيه الشباب من قلة القدوات والرموز، يتم قصف ما بقي منها، بعد وضعها في أقفاص الاتهام، ورميها بتهم خطيرة، ونعتها بأوصاف خبيثة، ومنفرة، ليتم ملء الفراغ بتافهين، تم تقديمهم في هالة من التبجيل والإثارة، وبلا شك فإن هذا الأمر يدفع بكثير من الشباب إلى الافتتان، وخاصة حينما يرون لهؤلاء الأقزام ملايين المتابعين والمعجبين، مما يدفع عقولهم الباطنة لاعتناق ثقافة التفاهة التي يدين بها هؤلاء الحثالات!.

٢- تربيح التافهين:

من المعلوم أن أغلب وسائل التواصل الاجتماعي صارت تقدم مبالغ جامدة لأصحاب الحسابات الأكثر متابعة، وهذا يدفع الشباب العاديين لتقليد أولئك التافهين، حتى يحظوا بمزيد من المتابعين، ويصيروا ممن يربحون الأموال والعطايا، وما زال التردي يتعاظم مثل كرة الثلج، حتى وجدنا مع الأيام من لا يتورعون عن إظهار مفاتن نسائهم، من أجل حصد اللايكات والتعليقات والمتابعات!.

٣- استغلال المواسم لتسويق التفاهة:

وفي هذا الإطار تتسابق وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، على اقتحام خلوات الناس والدخول عليهم من كل باب ونافذة وثقب، ويستثمرون من أجل هذا سائر المواسم التي يقبل الناس فيها على متابعة هذه الوسائل، فيطرقون الحديد وهو ساخن، كاسبين المزيد من الدماء الجديدة للتفاهة والحثالاث!.

ولا يتورع التافهون عن استثمار المناسبات الدينية كشهر رمضان من أجل ترويج التفاهة بحجة الترويح عن الصائمين في ليالي السهر التي تستمر حتى الصباح، حتى أن بعض القنوات والمواقع والصفحات والحسابات، قد تحولت في هذا الموسم إلى ما يشبه الكباريهات، ويزيد الأمر سوءًا، أنها في موسم عيد الفطر تجري مع الممثلين والممثلات مقابلات تصنع منهم نجومًا للتأسي والاقتداء، وكأنهم فاتحون أو مكتشفون لكواكب جديدة!.

ويحدث مثل ذلك في الأعياد الدينية، والمناسبات الوطنية، والمواسم الرياضية والاجتماعية والفنية، حيث يتم اقتياد كثير من الناس بخطام الفكاهة إلى منزلقات التفاهة، وما يزال المرء ينحط ويتسفل، ليحصد الإعجابات، حتى يكتب عند الله من التافهين!.

٤- تسويق الخوارزميات للتفاهة:

وللأسف، فقد ثبت بالأدلة الواقعية أن القائمين على وسائل التواصل الاجتماعي، يتحكمون بخوارزميات مواقعهم بطريقة تشجع السفاسف، وتحض على التفاهة بطريقة ممنهجة، وفي المقابل ترمي بالأفكار الجادة في قارعة الإهمال وزوايا التجاهل، بعد أن تقيد دوائر رؤيتها بشكل غريب، هذا إن لم تعرض أصحابها لعقوبات كبيرة، ومنها الحظر التام؛ مما يدفع بالفارغين والباحثين عن الشهرة إلى التزاحم حول التافهين، والانسلاك في مسالكهم المنحطة، ووصل الأمر إلى حد أننا وجدنا أناسًا كانوا محترمين لكنهم انجرفوا مع هذا الطوفان المريع!.