آخر تحديث :الخميس-28 نوفمبر 2024-12:24ص

مجلة جرهم


بريكـــس فــي الميـــزان العالمــــــي

بريكـــس فــي الميـــزان العالمــــــي

الأربعاء - 29 مايو 2024 - 03:09 ص بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ عبدالله عبدالوهاب كاتب صحفي

في عام 2006، أنشأت البرازيل وروسيا والهند والصين مجموعة "بريك". انضمت جنوب أفريقيا في عام 2010، مما أطلق عليها "بريكس".
جرى تصميم المجموعة لتجمع بين أهم البلدان النامية في العالم، لمواجهة القوة السياسية والاقتصادية للدول الأكثر ثراء في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية.
بريكس هي منظمة حكومية دولية تضم البرازيل وروسيا والهند والصين والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة. وانضمت إلى التكتل كل من المملكة العربية السعودية وإيران ومصر والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا إلى الأعضاء الخمسة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
شكلت مجموعة بريكس كتلة جيوسياسية واقتصادية، إذ تمثل حصة كبيرة من الاقتصاد العالمي وسكان العالم.
وبصرف النظر عن الجغرافيا السياسية، يشمل تركيز المجموعة التعاون الاقتصادي وزيادة التجارة والتنمية متعددة الأطراف.
فجميع دول بريكس هي جزء من مجموعة العشرين (G20) للاقتصادات الكبرى.
تمثل دول البريكس الآن أكثر من 45 في المئة من سكان العالم، بنحو 3.2 مليار شخص وهي أكبر مجموعة من الموارد البشرية، وحوالي 30٪ من مساحة اليابسة في العالم، وتقدر احصائيات إجمالي الناتج المحلي العالمي لها 31.5 في المئة عبر ثلاث قارات، وهذا يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة السبع (الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) البالغ 30.7 في المائة.
ومن المتوقع أن تصل حصة هذه البلدان مجتمعة إلى 50 في المائة من الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. وتتمتع بكميات هائلة من احتياطيات الطاقة والرواسب المعدنية الغنية ومساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة.
تشكل بريكس الدول الأسرع نموا، والتي من المتوقع أن تهيمن بشكل جماعي على الاقتصاد العالمي بحلول عام 2050. وهي مزيج من الأنظمة القوية والنامية وذات الدخل المتوسط. وتمثل اقتصادات ناشئة؛ اقتصادات ذات أهمية إلى حد ما في مناطقها، وبارزة بشكل متزايد على الصعيد العالمي.
وشهد بريكس انضمام أعضاء جدد، وخاصة أعضاء رئيسيين منتجين للنفط، كما انضمت سبع من دول أوبك ال 13 أو تقدمت بطلب للانضمام إلى بريكس، وجميع دول أوبك مرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.
ويشكل انضمام المملكة العربية السعودية ذات الوزن الثقيل في النفط علامة مهمة في تاريخ بريكس، فضلا عن أن دول مثل إندونيسيا وإيران وفنزويلا وإثيوبيا من الممكن أن يكون لها تأثيرًا إضافيًا علـى المجموعــة.
ولا يعرف إلى أي مدى يمكن أن يؤدي التوسع الجديد إلى قوة المجموعة، إلا أن محللين يرون أن ذلك سيعتمد على مدى قدرتها على العمل في انسجام تام.
توسع بريكس يقدم وسيلة لجنوب الكرة الأرضية ليكون له صوت أقوى في الشؤون العالميـــة.
ورأى البعض أن مجموعة البريكس، هي المحاولة الأولى لإنشاء سلطات بديلة للغرب منذ سقوط الكتلة السوفييتية وجدار برلـين.
وينظر إلى التعاون العسكري بين دول البريكس، البديل الوحيد لحلف شمال الأطلسي، الذي وسع منطقة عمله بشكل كبير منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، غير أن المجموعة لا تتبع نفس منطق الحرب الباردة من كتلة مقابل كتلة.
غالبا ما تعتبر بريكس ثقلا موازنا لديمقراطيات مجموعة السبع (G7) التي تتكون من الولايات المتحدة وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان.
ركزت المجموعة على ممارسة المزيد من النفوذ في المؤسسات المالية العالمية وخلق بدائل للأنظمة الدولية القائمة التي يقودها الغرب.
وتنفذ مبادرات منافسة مثل بنك التنمية الجديد، وترتيب احتياطي بريكس الطارئ، ودفع بريكس، والمنشور الإحصائي المشترك لمجموعة بريكس، وعملة احتياطي سلة بريكس.
تسعى المجموعة إلى تحدي الهيمنة الغربية على النظام الاقتصادي العالمي.
كما دعت المجموعة إلى إصلاح المؤسسات المالية الدولية والحاجة إلى نظام نقدي دولي مستقر وأكثر تنوعا.
ومن ضمن ما يسعى إليه التكتل هو تعزيز الانضمام إلى أسواق جديدة، وتعزيز الأسواق الحالية، وزيادة الاستثمار القادم، وخلق فرص العمل وزيادة الواردات.
كما تسعى دول البريكس للاكتفاء ذاتيا، والمتاجرة فيما بينها البين دون أي اعتماد على الولايات المتحدة.
يعتبر توسع مجموعة بريكس ككتلة اقتصادية تضم على رأسها روسيا والصين هو محاولة توفير ثقل معادل للولايات المتحدة والحلفاء الغربيين.
يحظى تشكيل المجموعة بتأييد واسع في جنوب العالم لإعادة تقويم النظام العالمي.
تطمح بريكس إلى تشكيل البيئة الجيوسياسية والاقتصادية المستقبلية، بعيدا عن هيمنة القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة ليست جزءا منها، حيث تحرص الصين على ضم أعضاء لكسب النفوذ الجيوسياسي في ظل التوترات الاقتصادية والأمنية المستمرة مع الولايات المتحدة.
تسعى البلدان النامية للعمل مع المؤسسات الدولية التي يمكنها حماية مصالحها. فهي تنظر إلى بريكس ككيان بديل للهيئات العالمية التي تعتبرها خاضعة لهيمنة القوى الغربية التقليدية، وتأمل الدول من وراء طلب العضوية إلى تحقيق فوائد من بينها تمويل التنمية وزيادة التجارة والاستثمار.
قال رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا إن "بريكس الموسعة ستمثل مجموعة متنوعة من الدول ذات الأنظمة السياسية المختلفة التي تشترك في رغبة مشتركة في أن يكون هناك نظام عالمي أكثر توازنا".
وترى دول البريكس بأن الاقتصادات الناشئة والنامية يجب أن يكون لها صوت وتمثيل أكبر في المؤسسات المالية الدولية.
وقالت في بيان لها : "العديد من البلدان النامية تؤيد القواعد والنظام، ولكن ليس بالضرورة تلك التي لا توفر مجالا لاستقلاليتها وتفضيلها لوسائل مختلفة للتطوير والتفاعل".
يعد صعود بريكس مؤشرا قويا على عدم الرضا المستمر عن المؤسسات التي يهيمن عليها الغرب، وهذا يعني أن هناك عددا من الدول التي ترغب في التحالف مع الدول التي لديها احتكاك مستمر مع الغرب.
وبوسع البلدان النامية أيضا أن تنضم إلى بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة البريكس، بدلا من التطلع إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
بالنسبة للهند، كانت بريكس منتدى مهما للبحث عن رؤيتها لنظام عالمي "متعدد الأقطاب".
تقلل بعض القوى الدولية الغربية من أهمية مجموعة بريكس، إذ تعتبرها بأنها ليست كيانا متجانسا وذات تأثير محدود ولديها تناقضات ونقاط ضعف، فضلا عن أنها من الناحية الاقتصادية، تتمتع جميعها باقتصادات سوق أقل انفتاحا حيث تخضع لسيطرة إلى حد ما، وقد يدب الخلاف والصراع فيما بينها، خاصة بالنظر إلى الحمائية الشديدة المعمول بها في الصين والبرازيل.
غير أن مجموعة البريكس التي تضع نفسها كثقل اقتصادي معادل للغرب تؤثر على علاقات القوى الدولية، بطريقة لا تحابي الولايات المتحدة، حيث تشكل بلا شك كتلة تهدف إلى إحباط التأثير الغربي، وخاصة تأثير الولايات المتحدة، على المؤسسات الرئيسية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي■