آخر تحديث :الخميس-28 نوفمبر 2024-12:24ص

مجلة جرهم


إفريقيا والإســـــلام .. تجـارب وقصــــص واقعيـــة بورونــدي أنمــوذجــــــــا

إفريقيا والإســـــلام .. تجـارب وقصــــص واقعيـــة بورونــدي أنمــوذجــــــــا

الإثنين - 27 مايو 2024 - 02:40 ص بتوقيت عدن

- جرهم ــ د. محمد المصنعي داعية إسلامي - تنزانيا

مع أن الإسلام دخل أفريقيا في القرن الأول من جهة الغرب والشمال وأما وسط أفريقيا وشرقها فلم يصلهم الإسلام إلا بعد قرون.
ونأخذ دولة بوروندي مثالا للعصر الحاضر حيث كانت بداية دخول الإسلام إليها عبر التجار في القرن الثالث عشر وفي أواخر ذلك القرن تتابعت البعثات من المملكة وغيرها حيث أن الشيخ ابن باز وغيره عددا من طلابه للدعوة فيها قبل ستين سنة تقريبا وكان المسلمون نحو (3٪) في كل الدولة.
وكان وصولهم إلى عاصمتها بوجمبورا في حي يسمى (بينزى) فكان الداعية يلتقي بعض المسلمين وهم قلة فيبدأ بالدعوة والتعليم ووجد قبولًا، وأسلم الكثير ومع مرور الوقت أصبح ذلك الحي يسمى بـ(حي المسلمين) لا يسكن فيه غيرهم وتوسع الأمر حتى انتشر الإسلام ثم تتابع الدعاة من الداخل والخارج حتى كثر المسلمون.
الحقبــــــــة الذهبيـــــة
مؤخرا من بعد عام 1410 اعترفت الحكومة بالإسلام رسميا وسمحت بالدعوة والتعليم وبناء المساجد ووفدت عدد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والتي خصصت حظا وافرا من مشروعها للدعوة إلى الإسلام وكفالة الدعاة والمناظرين.
وأسسوا الدعوة الجماعية عبر ما يسمى هنا ب (المناظرات) يخرج الدعاة وينزلون بأحد الأسواق ثم ينادون الناس فيجتمعون عليهم ويدعونهم ليومين متتابعين إلى الإسلام ويناقشونهم وأحيانا يأتي بعض كبار القساوسة وتجري المناظرة ويسلم القسيس نفس؛ غالبا يسلم في المناظرة الواحدة مائة وتوزع للنساء الحجابات وللرجال كوافي.
قصــــــــــــة
يقول أحد القساوسة جئت لأقنع المسلمين بالنصرانية وبعد النقاش الطويل اقتنعت بالإسلام؛ وأصبح من كبار المناظرين للدعوة للإسلام.
إنشـــاء المـــراكـــز
ولأجل كثرة الداخلين في الإسلام تم إنشاء أكثر من خمسة مراكز لتعليم المهتدين الجدد مدة شهرين أو ثلاثة ثم تأتي دفعة أخرى وهكذا طوال السنة.
سهولة الدعوة إلى الإسلام
والدعوة إلى الإسلام هنا وفي جميع أفريقيا لها قبول واسع وغالب الناس على الفطرة لا يفهمون تفاصيل الأديان فإذا سمعوا عن جمال ومحاسن الإسلام أقبلوا سراعا.
قصــــــــــــة
أحيانًا نخرج للدعوة ونقف في سوق لشراء بعض الحاجيات مثلًا فيتجمعون علينا فندعوهم فيسلم منهم العدد ربما عشرين فأكثر؛ والكثير من الناس لا يستغرق وقتا طويلا للاقتناع بالإسلام ولذلك لو وجدت الجهود الكثيرة والمتواصلة لتحولت بعض الدول الأفريقية إلى الإسلام بغالبيتها
أسبــاب انتشــار الإســـــلام
ومن أسباب انتشار الإسلام أن كثيرًا من الأعمال الخيرية تشمل غير المسلمين كالإطعام للفقراء حيث يكون غالبًا في ساحات يحضرها الجميع هكذا حفر سقيا الماء وغيرها هذا يتأثرون منه كثيرا.
وقد سئل بعضهم: كيف اقتنعت بالإسـلام؟
فقال:رأيت المعاملة الطيبة فأسلم.
قصــــــــــــة
أحد القساوسة أسلم وبعد انتهاء المناظرة جلس الشيوخ القادمون من العرب للأكل فبحثوا عنه وأجلسوه معهم للغداء من باب الكرم والتألف، فقال: لم يدعُني أحد على طعامه قبلكم. قالوا: نحن مسلمون ومن أسلم أصبح أخونا ومنا).
مشاكل في طريق المسلمين الجدد
والمشاكل التي يواجهه بعض المسلمين الجدد لا سيما الشباب والأطفال والبنات قليلة قياسا بغيرها من الدول.
ومنها محاربة الأسرة لمن يسلم منها أو طردهم من البيت أو الضرب، حتى أن بعضهم ذهب يبحث عن مأوى وبعضهم ربما يضعف فيترك الإسلام.
قصــــــــــــــة
أحد الشباب قال: كنت أدرس في الكنيسة وقد نذرني أبي للكنيسة - أي: راهب يخدم الكنيسة ولا يتزوج- وأبي من كبار القساوسة، فمررت يومًا على مناظرة وهم يقولون: عيسى ليس بإله والدليل كذا وكذا. فوقفت أسمع حتى اقتنعت، فرجعت وقلت لوالدي أنا أريد أسلم، فحاولوا اقناعي بالبعد عن الإسلام، ولكن لا فائدة، فهددوني بالطرد والضرب، فلما أسلمت ضربوني بالعصا وحبسوني في البيت حتى أترك الإسلام، وأحرقوا ثيابي (القميص) وكتبي وطردوني من البيت.
ومنها أن المرأة المتزوجة تسلم وزوجها كافر ولا تستطيع تركه خوفا على أطفالها أو جهلا حتى سألني بعضهم: هل يصح صيام امرأة مسلمة وزوجها كافر؟!
ومنها أن غالب المسلمين الجدد في الأرياف لا يجدون المدرسين الذين يفهمون الإسلام جيدا.
فائـــــــــدة
أول مدرسة إسلامية للتعليم أسست في بوروندي عام 1921 في حي يويينزي على يد الشيخ حسين مسوزيلوا ولا زالت إلى اليوم .
ثم الشيخ أبو بكر مالي قدم تاجرا ونشر الإسلام والعلم وأسس مدرسة التهذيب الإسلامية ولا تزال إلى اليوم .
ثم أسست مدارس كثيرة، ومؤخرا مراكز لتعليم المهتدين الجدد ومنها: مركز مصعب بكاروزي ومركز كهرورو في موينغا ومركز مباندا ومركز الصديق بقتيقا ومركز روتانة وغيرها.
وأصبح المسلمون يشكلون أكثر من (30٪) ولديهم أكثر من ألف مسجد، وأكثر من 500 حلقة تعليم، وعدد من مراكز تأهيل الدعاة والدعيات كمركز النور بكاروزي الذي نعمل فيه، ومركز أم عبد الرحمن بموينغا كلاهما للرجال، ومركز خديجة بقتيغا ومركز أم الخير في بوجمبورا وكلاهما للنساء.
الوافــــــــــدون
يفد إلى بوروندي الدعاة والشيوخ كثيرًا من عدد من دول العالم كالمملكة واليمن والكويت ومصر وليبيا والمغرب وغيرها، وعسى أن يكون قارئ هذا المقال ممن له رغبة في زيارة هذه البلد للدعوة للإسلام.
وفقكم الله تعالى وبارك فيكم■