آخر تحديث :الخميس-28 نوفمبر 2024-12:24ص

مجلة جرهم


حرب لبنان... إكمال دائرة الخناق على مصر

حرب لبنان... إكمال دائرة الخناق على مصر

الثلاثاء - 26 نوفمبر 2024 - 02:34 ص بتوقيت عدن

- مجلة جرهم ــ خاص

قد يتساءل البعض: لماذا حرب لبنان الآن؟!؛ والإجابة هنا في الجغرافيا، فبالنظر للخريطة، وتتابع انتقال بؤر الصراع في الشرق الأوسط يظهر لنا الآتي:
البداية كانت بتفجير العراق وسوريا، أقوى جيشين عربيين، ومدخل الجبهة الشرقية لمصر.2011م.
تفجير ليبيا -أثناء ما سمي بالربيع العربي- بضربات الناتو، وتسليمها للجماعات الإرهابية، وتهديد الجبهة الغربية المصرية.
تفجير السودان 2023م، وتهديد مصر بغارات اللاجئين والإرهاب من الجبهة الجنوبية.
تفجير الجبهة الجنوبية الشرقية بمسرحية حرب الحوثيين، لتعطيل طريق الملاحة، وغلق قناة السويس؛ والمهم هنا الانتباه أن تعطيل الملاحة بالبحر الأحمر لا يستهدف فقط قناة السويس، ولكنه -أيضًا - يستهدف الموانئ المصرية على البحر الأحمر: سفاجا، والعين السخنة، والسويس، ونويبع، والتي تعتبر المدخل الرئيسي للصادرات والواردات المصرية من آسيا والصين.
طبعًا، بالنظر لهذه المحاور الأربعة، يتضح بجلاء كيف يتم حصار مصر من جميع الاتجاهات الإستراتيجية، عدا جانب واحد وهو الاتجاه الشمالي، حيث آبار الغاز والمدخل الشمالي لقناة السويس، والموانئ المصرية: بورسعيد، والعريش، ودمياط، والإسكندرية، ولا يحتاج الأمر لتكون باحث سياسي، أو خبير جغرافيا لتعلم أنه بتفجير شرق المتوسط، وجعله مسرح عمليات حربية، كما حدث في جنوب البحر الأحمر، وباقي الاتجاهات المصرية، ستكون الدولة المصرية- فعليًا وعمليًا -داخل دائرة مغلقة من الصراعات، من كافة الاتجاهات، فاشتعال حرب في شرق المتوسط، سينتج عنه تعطيل اكتشافات الغاز المصرية في البحر المتوسط، وصعوبة تأمين الآبار الحالية، إلى جانب تعطيل عمل الموانئ المصرية المطلة على البحر المتوسط، وأيضًا، إكمال إغلاق قناة السويس من مدخلها الشمالي.
من هنا، يتضح لنا تفسير خطاب "حسن نصر الله" الأخير الذي توعد فيه قبرص بمعاقبتها لدعمها إسرائيل، - حسب كلامه-. فحرب لبنان 2024م، ليست كنسخة 2006م؛ لأن هذه المرة المطلوب أن تكون الحرب بحرية وليست برية فقط في جنوب لبنان، الأمر الذي سيؤدي إلى إكمال دائرة الخناق على الدولة المصرية، خصوصًا، بعد فشل مخطط التهجير لسيناء، أمام صمود القيادة المصرية، وفشل مخطط الانهيار الاقتصادي أمام صمود الشعب المصري، وفشل استدراج مصر للحرب في تلك الجبهات كافة، بسبب انتباه أجهزة مصر السيادية للفخ، وفشل غزو مصر مباشرة بسبب قوة الجيش المصري في صد أي عدوان مباشر.
إيران تقوم بالدور المطلوب منها بامتياز منذ عام 1979م، والمتمثل بإيجاد كل الذرائع المطلوبة لإعطاء المبرر لأمريكا وإسرائيل لتحقيق أجندتهما في الشرق الأوسط، من تفجير الأوضاع في الدول وتدمير الجيوش الوطنية، ونشر الفوضى الخلاقة، كما حدث بمساعدة إيران في العراق، وسوريا، واليمن، ولبنان، ولكن حتى الآن فشل المخطط مع مصر، فكما يبدو أن الخطة هي حصار مصر بحزام من الأزمات والصراعات، حيث نشهد الآن بأم أعيننا الجزء الأخير منه؛ بتكليف إيران لحزب الله بالتصعيد مع إسرائيل وقبرص، حتى يجدوا ذريعة للرد كما حدث مع الحوثيين بالضبط، فيشتعل البحر المتوسط لنفس اسكربت البحر الأحمر، ومن قبله حصار مصر اقتصاديًا بشكل ناعم وغير معلن، وحصار المصريين بعدوان من الشائعات والأكاذيب في حرب معنويات ونفسية لا تهدأ، كل هذا الهدف منه إضعاف قدرة الدولة المصرية على الصمود أمام هذا الكم من العدوان على كل الجبهات والحدود؛ وهكذا تبدو المؤامرة مستمرة والعدو على الأبواب، والجائزة الكبرى أصبحت الآن وحيدة في مواجهة أهل الشر، والدور عليها بعد تدمير كل دول وجيوش المنطقة تقريبًا، والمؤامرة مستعدة لحرق الغابة طالما لم تسطع اصطياد الدب!.
ختامًا
تبدو الدولة المصرية مدركة كل خيوط المؤامرة، وتستعد لها منذ زمن، وتراكم قدراتها العسكرية والاقتصادية حتى يحين المعاد؛ لتنتفض وتقتص للجميع، لكن الأهم الآن هي الجبهة الداخلية، وتماسكها وإدراكها ما يحدث وما يُحاك لنا، وأن نكون على قلب رجل واحد خلف الجيش المصري، والقيادة المصرية، حتى نعبر من أخطر حصار وجودي يواجه الدولة في تاريخها الحديث■